السبت 12 تشرين الأول 2024

ليبيا... هل سيتغير المشهد السياسي بعد استلام القطراني مقاليد السلطة في شرق البلاد؟


النهار الاخباريه وكالات

توتر كبير في الأوساط السياسية الليبية، بسبب تعنت عبد الحميد الدبيبة، في عملية تسليم السلطة لرئيس الحكومة الجديد فتحي باشاغا، الذي تحصل على الثقة بأغلبية أصوات مجلس النواب في أول شهر مارس الجاري.

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، الذي تعهد بعدم تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة من الشعب، وتعهد بإجراء الانتخابات في يونيو/ حزيران القادم، بدأ في وعوده بتحسين دخل المواطنين الليبيين وقدم العديد من الهدايا المالية للشعب الليبي، منها منحة الزواج، ومنحة الأبناء، والقروض السكنية، التي شكل لجنة لدراستها واعدادها وفتح باب التقديم اليها عن طريق البوابة والإلكترونية.
كما توعد السيد فتحي باشاغا بعد حصوله على الثقة من مجلس النواب الليبي، بأنه سيقود البلاد إلى انتخابات حقيقية تمثل كافة أطياف الشعب الليبي، وأن يوحد كل المؤسسات العاملة في الدولة تحت مسمى حكومة واحدة.

ومن جهة أخرى فإن علي القطراني، النائب الأول لباشاغاـ تسلم اليوم مقر الحكومة في مدينة بنغازي، حيث تم عملية التسليم والاستلام بينه وبين رضاء الفريطيس، رئيس ديوان الحكومة في المنطقة الشرقية.

وفي هذا الإطار صرح عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي لـ"سبوتنيك"، أن "الدبيبة يريد أن يجر البلاد إلى حرب بسبب إصراره على البقاء، وما حدث اليوم من تسليم واستلام أمر طبيعي، ويشكل خطوة إيجابية في العملية السياسية، وليس كما يفعل ويصرح به الدبيبة".

وأضاف: "ربما تعنته بناء على إرضاء دول معينة أو أشخاص معينين، وأن هذا التعنت مشكلة كبيرة ولكننا سوف نتغلب عليها، وأنه سوف يذهب ولن يبقى، خاصة وأن أغلب وزرائه قد ذهبوا إلا القليل منهم، والبقية في السجن والبعض الآخر قد استقال".

وقال التكبالي إن "الدبيبة يتجه في طريق خاسر ويعرف بأنه سوف يذهب، ولن يبقى، ولكنه يريد أن يماطل وأن يبتز الحكومة الجديدة، ويريد الحصول على مزايا هذه هي الفكرة التي يريد من أجلها البقاء".

وفي السياق يقول المحل السياسي هيثم الورفلي لـ"سبوتنيك"، إن "ما حدث اليوم وهو استلام علي القطراني ديوان الحكومة في مدينة بنغازي، هو أمر إداري واعتيادي وطبيعي جدا".

استقالات متتالية في حكومة الدبيبة

يصف الورفلي "الدبيبة أيامه باتت معدودة، خاصة بعد استقالة كل الوزراء في برقة، وعدم وجود حكومة الدبيبة في برقة، ومن المؤكد وخلال أيام سوف يتم تسليم الجهات التابعة للدبيبة في الجنوب لحكومة فتحي باشاغا، أعتقد أن الدبيبة لن يتبقى له إلا العاصمة طرابلس فقط، وأن الوعود والإغراءات التي توعد بمنحها للشعب الليبي لن يتمكن من توفيرها في الوقت الحالي".

حلم الانتخابات

لفت الورفلي إلى أنه "من المستحيل إجراء الانتخابات في موعدها حسب ما يقول الدبيبة وذلك لعدم وجود قوانين سوف تُسند اليها وتجرى هذه الانتخابات، وإن المفوضية العليا للانتخابات في جلسة المسائلة أمام البرلمان أكدت بأنها بحاجة إلى 240 يوما حتى التجهيز للانتخابات".

البعثة الأممية

ويقول "لا يوجد رئيس للبعثة الأممية في ليبيا في آخر جلسة للمجلس لم يتم تسمية المبعوث الجديد إلى ليبيا، ووصول السيدة استيفاني كمستشار للرئيس، وذلك بعد الفيتو الروسي بعدم الموافقة على ترشيحها رئيسة للبعثة في ليبيا"، وأن شهر أبريل/ نيسان القادم هو نهاية مدة مهمة ستيفاني ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، وهي بذلك تحاول طرح المبادرة حتى تجد لها مكان أمام المجتمع الدولي حتى يتم التمديد لها بصفتها الحالية مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة".

القطراني يعلن تسلم حكومة باشاغا مقار الوزارات في شرق ليبيا من حكومة الوحدة الوطنية... 

وتابع أنه "بعد التوافق الليبي الليبي الذي حدث، حاولت الأمم المتحدة أن تظهر بمبادرة جديدة، لأنها في حال اكتمال هذا التوافق فلن يكون هناك جدوى من بقاء بعثة الأمم المتحدة داخل الأراضي الليبية، لأنه لن تكون هناك أي مشاكل في حال تم اعتماد خارطة الطريق المنصوص عليها".

تحديات دخول العاصمة

وأوضح الورفلي "بالنسبة لبدء عمل حكومة باشاغا من العاصمة طرابلس، أعتقد أنه سوف يستلم ويبدأ العمل خلال الأسبوعين القادمين، فهو لا يريد بدء عمل حكومته من أي مدينة، إلا من داخل العاصمة الليبية طرابلس، مع العلم بأنه، يتواجد الآن في تونس لتوطيد علاقاته من المجتمع الدولي وسفراء الدول والبعثات الدبلوماسية إلى ليبيا المتواجدة بتونس، وذلك من خلال اللقاءات التي تُجرى بشكل يومي، كما أنه يريد أن يكون قريبا من المجموعات المسلحة لعقد تفاهمات تسهل دخول الحكومة إلى طرابلس".