الأحد 22 أيلول 2024

لماذا تتسلح الجزائر بقطع حربية متطورة؟

النهار الاخباريه وكالات


باتت أخبار اقتناء الجزائر قطعاً حربية تطرح استفهامات حول أسباب "التسلح"، خاصة أن الآلات المستهدفة ليست دفاعية فحسب، إنما تشمل الهجومية التي تتمتع بتكنولوجيا عالية جداً. فما الذي يدفع الجزائر إلى هذا الخيار؟
مقتنيات حربية تثير الاهتمام
فتح إعلان الجزائر عن "اقتناء 6 طرادات ثقيلة من النوع الصيني 56، المخصص للبحرية، ستبدأ في الوصول بداية من 2022 حتى اكتمال الطلب في عام 2023"، ملف التسلح المعتمد منذ تسلم الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة مقاليد الحكم في 1999. وفي حين يربط متابعون الأمر بتنافس مع المغرب، ترى جهات أن التهديدات التي تشهدها المنطقة استدعت هذا الخيار، بينما ذهب طرف ثالث إلى تصنيف العملية في سياق تحديث وترقية الجيش.
وما يثير الاهتمام توجه الجزائر لاقتناء قطع حربية متطورة جداً، حيث أوضح موقع "مينا ديفونس" المتخصص في الشأن العسكري، في حديثه عن الطرادات الصينية، أن "النسخة المصممة للجزائر أكبر مع قدرة تحمل قوية، ومحركات وأنظمة قتالية أفضل تناسب مخطط الدفاع البحري الجزائري، ويبلغ مدى السفينة 6500 كيلومتر". 
ولفت إلى أنها "تحمل ثماني صوامع عرضية لصواريخ ضد أهداف في البحر وعلى الأرض، وأنها تمتلك نظاماً مضاداً للطائرات، إضافة إلى سطح طيران كبير لطائرة هليكوبتر في الخلف".
أسلحة متطورة بتكنولوجيا عالية
وسبق أن حصلت الجزائر على سفينة "غراب" حربية جديدة تحمل اسم "الفاتح"، من إحدى كبريات الشركات الصينية لصناعة السفن والمعدات البحرية، من أجل تحديث أسطولها البحري والرفع من قدراتها الدفاعية، وفق ما ذكرت وزارة الدفاع، التي أشارت إلى أن "الفاتح" مزودة بأحدث التكنولوجيات في المجال العسكري البحري وقادرة على العمل والتدخل على نطاق واسع لأداء مهام متعددة.
كما تحدثت أخبار عن اقتناء 14 مقاتلة مقنبلة من نوع "سوخوي 34"، إذ أبرزت الجريدة الإسبانية المتخصصة في السلاح "دفينسا"، أن الجزائر قد تكون الدولة الأولى المرشحة لاقتناء هذه المقاتلة بسبب الأفضلية التي تمنحها موسكو لهذا الشريك في البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى اقتناء "نظام أس 400"، الذي استدعى انتقال وفد أميركي إلى الجزائر، من أجل طلب إبقاء بطاريات الصواريخ بعيدة بمئات الكيلومترات من الشاطئ المتوسطي الذي تمر منه السفن والطائرات الحربية الأميركية.
وحصلت الجزائر على صواريخ "إسكندر" التي تعد أقوى صاروخ باليستي تكتيكي في العالم، ودبابات "تي – 90"، ومنظومات "بانتسير" للصواريخ، والمدافع المضادة للجو، بالإضافة إلى غواصات قادرة على الضرب من قاع البحر، وغيرها من القطع الخفيفة المتطورة والأجهزة التكنولوجية عالية الدقة.
وذكر تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، أن بعض الدول مثل الجزائر ومصر والكويت والسعودية وقطر، ربما اشترت فعلاً صواريخ مجنحة أو أنها على استعداد للقيام بذلك في المستقبل القريب. وأشار إلى أن أهمية هذه الصواريخ تكمن في قدرتها على التخفي من الرادارات والتغلب على الدفاعات الجوية.
فرضيتان لا ثالثة لهما
تعليقاً على الموضوع، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبدالوهاب حفيان، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن خبر اقتناء قطع حربية بحرية أثار العديد من التساؤلات حتى على مستوى الأوساط الدولية، خاصة حول أسباب النزعة في التسلح لدى الجزائر.