السبت 28 أيلول 2024

رئيس مفوضية الاتحاد يتوجه للخرطوم “فوراً” وقادة دول يعتزمون زيارتها لوقف الاشتباكات

النهار الاخبارية - وكالات 

 رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد  قد توجه "فوراً" إلى السودان، فيما نقلت رويترز عن مصادرها أن زعماء 3 دول إفريقية في طريقهم للخرطوم لوقف الاشتباكات المستمرة لليوم الثاني بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تضارب الأنباء حول طبيعة الأوضاع على الأرض، مع سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى. 

وقالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيجاد) إنها تعتزم إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي إلى الخرطوم في أسرع وقت ممكن لإجراء مصالحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وعبّر الاتحاد الإفريقي في بيان عن "قلقه العميق" إزاء الوضع، كما دعا "قوات الجنرالات المسؤولين عن السودان إلى حماية المدنيين"

كما حثّ الاتحاد الإفريقي الأطراف المتحاربة على "تبني حل سلمي سريعاً، وحوار شامل لحل خلافاتهم، والرفض الشديد لأي تدخل خارجي قد يعقّد الوضع في السودان".

وكثفت دول مجاورة ومنظمات إقليمية جهودها الأحد لإنهاء العنف. وشمل ذلك عرضاً من مصر وجنوب السودان للوساطة بين طرفي الصراع، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة المصرية.

يأتي ذلك في الوقت الذي قال شهود إن الجيش السوداني أصبحت له اليد العليا على ما يبدو، الأحد في صراع دموي على السلطة مع قوات الدعم السريع بعد أن استهدف الجيش قواعدها بضربات جوية، فيما لقي 59 مدنياً على الأقل حتفهم بينهم ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الولايات المتحدة والصين وروسيا ومصر والسعودية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية التي تهدد بتفاقم حالة عدم الاستقرار في منطقة تشهد توتراً بالفعل.

واندلعت الاشتباكات السبت بين وحدات في الجيش موالية لرئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

واندلعت هذه الاشتباكات، وهي الأولى منذ أن اشترك البرهان وحميدتي في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، بسبب خلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار مرحلة انتقالية نحو الحكم المدني.

هدنة هشة 
قالت بعثة الأمم المتحدة في السودان إن قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية وافقا على وقف القتال لمدة ثلاث ساعات بدءاً من بعد ظهر اليوم الأحد؛ بناء على اقتراح من الأمم المتحدة.

وقال الجيش وقوات الدعم السريع في بيانين إنهما وافقا على وقف القتال بدءاً من الساعة الرابعة مساء حتى السابعة مساء بالتوقيت المحلي (14:00 إلى 17:00 بتوقيت غرينتش).

وقال شاهد من رويترز في وسط الخرطوم إن إطلاق النار هدأ فيما يبدو، لكن وردت أنباء بعد ذلك بقليل عن قصف مكثف. ولا يزال من الممكن سماع دوي إطلاق نار، وشوهدت أعمدة من الدخان في العاصمة السودانية.

فيما قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن من الصعب على المسعفين والمرضى الوصول إلى المستشفيات، ودعت الجيش وقوات الدعم السريع لتوفير ممرات آمنة.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 56 مدنياً على الأقل قتلوا وأصيب 595 بينهم جنود منذ اندلاع المواجهات السبت.

وأضافت أن عشرات الجنود قُتلوا دون أن تذكر رقماً محدداً بسبب نقص المعلومات من المستشفيات.

وتأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش. وأدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوى السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية بعد الانقلاب العسكري في عام 2021. 

ضربات جوية
وقال شهود وسكان لرويترز إن الجيش شنّ ضربات جوية على ثكنات وقواعد تابعة لقوات الدعم السريع، بعضها في مدينة أم درمان، وتمكن من تدمير معظم منشآتها.

وأضافوا أن الجيش استعاد السيطرة على جزء كبير من القصر الرئاسي بالخرطوم من قوات الدعم السريع، بعد أن أعلن كل جانب السيطرة عليه، إلى جانب منشآت مهمة أخرى في المدينة التي ما زالت تشهد اشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة النارية حتى اليوم الأحد.

وقال شهود إن أفراداً من قوات الدعم السريع ما زالوا داخل مطار الخرطوم الدولي الذي يحاصره الجيش ويحجم عن توجيه ضربات تجنباً لوقوع أضرار جسيمة.

وقال شهود وسكان إن هناك مشكلة عويصة تتمثل في وجود الآلاف من عناصر قوات الدعم السريع المدججين بالسلاح داخل أحياء الخرطوم ومدن أخرى، مع عدم وجود سلطة قادرة على السيطرة عليهم.

وقالت هدى وهي من سكان حي في جنوب الخرطوم لرويترز: "نحن خائفون ولم نذق طعم النوم منذ 24 ساعة بسبب الأصوات المدوية واهتزاز المنازل. نحن قلقون من نفاد الماء والغذاء والأدوية من أجل أبي فهو مريض بالسكري".

وأضافت: "هناك الكثير من المعلومات المضللة والجميع يكذبون. لا نعلم متى ينتهي ذلك وكيف سينتهي".

وقالت تغريد عابدين وهي مهندسة معمارية تعيش في الخرطوم إن التيار الكهربائي انقطع ويحاول الناس ترشيد استهلاك بطاريات الهواتف المحمولة. وأضافت: "يمكننا سماع دوي ضربات جوية وقصف وأعيرة نارية".

وقال مسؤولان في شركة اتصالات (إم.تي.إن) في السودان لرويترز إن الشركة أوقفت خدمات الإنترنت في البلاد بناء على توجيهات من هيئة الاتصالات الحكومية.

وقال مراسلون لرويترز في الخرطوم ودول أخرى إن بث التلفزيون السوداني الرسمي انقطع بعد ظهر اليوم الأحد، لكن لم يتضح حتى الآن السبب وراء ذلك.

 برنامج الأغذية يوقف عملياته
فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الأحد وقفاً مؤقتاً لجميع عملياته في المناطق التي يضربها الجوع في السودان، بعد مقتل ثلاثة من موظفيه السودانيين في اشتباكات بشمال دارفور وتعرض إحدى طائراته "لأضرار بالغة" في مطار الخرطوم خلال تبادل لإطلاق النار.

وأعلن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان (يونيتامس) في بيان: "أشعر بالانزعاج الشديد من التقارير التي تفيد بأن مقذوفات أصابت منشآت الأمم المتحدة ومباني إنسانية أخرى بالإضافة إلى تقارير عن نهب مباني الأمم المتحدة وغيرها من المباني الإنسانية في عدة مواقع في دارفور".

ومن شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن يؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي ويمكن أيضاً أن يعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو إجراء انتخابات.