النهار الاخبارية- وكالات
جددت السعودية دعوتها لإيران للانخراط في المفاوضات الجارية بشأن الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، وتجنب التصعيد وعدم تعريض أمن واستقرار المنطقة لمزيد من التوتر.
وذكرت "وكالة الأنباء السعودية" الرسمية، أن مجلس الوزراء دعا إلى "ضرورة توصل المجتمع الدولي لاتفاق بمحددات أقوى وأطول مع تنفيذ إجراءات الرصد والمراقبة، لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي ومن تطوير القدرات اللازمة لذلك".
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز"، قد أعلنت يوم الأحد 18 أبريل (نيسان)، نقلاً عن مسؤولين مطلعين، أن مسؤولين سعوديين وإيرانيين بارزين أجروا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات بين الخصمين الإقليميين، وذلك بعد أربع سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وأضاف تقرير الصحيفة نقلاً عن أحد المسؤولين، أن الجولة الأولى من المحادثات السعودية - الإيرانية جرت في بغداد في التاسع من أبريل الحالي، وتضمنت مباحثات بشأن هجمات الحوثيين وكانت إيجابية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي كبير نفيه إجراء أي محادثات مع إيران.
ونقلت "قناة الميادين" التلفزيونية اللبنانية المؤيدة لإيران ووكالة "يونيوز" للأخبار الأحد، عن مصدر إيراني نفيه أيضاً إجراء محادثات مع السعودية.
ودعت الرياض في وقت سابق إلى إبرام اتفاق نووي بمعايير أقوى، وقالت إنه لا بد من انضمام دول الخليج العربية إلى أي مفاوضات بشأن الاتفاق لضمان تناوله هذه المرة لبرنامج الصواريخ الإيراني ودعم طهران لوكلائها الإقليميين.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية السعودية لوكالة "رويترز"، إن إجراءات بناء الثقة قد تمهد الطريق لإجراء محادثات موسعة بمشاركة خليجية عربية.
مباحثات فيينا تستأنف الأسبوع المقبل
ويعاود أطراف الاتفاق النووي الإيراني الاجتماع مطلع الأسبوع المقبل في فيينا، لإتاحة المجال للوفود للتشاور مع عواصمها بعد محادثات شهدت "تقدماً" لكنها تبقى "صعبة".
وكتب انريكي مورا، المدير السياسي للاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، عبر حسابه على "تويتر"، "تم تحقيق تقدم خلال الأسبوعين الماضيين. لكن يتبقى كثير من العمل الواجب القيام به". وتحدثت الأطراف الرئيسة أيضاً عن تقدم لكن بتفاوت.
القراءة الأميركية أقل تفاؤلاً من الإيرانية
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في واشنطن، إن المباحثات "إيجابية وقد حصل بعض التقدم" لكن "الطريق أمامنا لا يزال أطول من الأشواط التي قطعناها".
وأضاف "يمكننا القول إنه لم يسجل أي اختراق. لطالما قلنا إن هذه العملية حتى لو سارت بشكل جيد نسبياً، لن تكون سهلة ولا سريعة" مشدداً على وجود "صعوبات" مرتبطة بالطابع "غير المباشر" للمفاوضات، إذ إن إيران ترفض أن تتواجد في القاعة نفسها مع الولايات المتحدة في العاصمة النمسوية. وتبدو القراءة الأميركية أقل تفاؤلاً من الإيرانية.
فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن الرئيس حسن روحاني تأكيده "لقد أحرزت المفاوضات نحو 60 أو 70 في المئة من التقدم، ولو تحرك الاميركيون في أطر الصدق، سنحقق النتيجة في غضون فترة قصيرة".
وبدأ المفاوضون العمل على صياغة نص على ما قال ميخائيل أوليانوف، سفير روسيا في فيينا من أجل انعاش الاتفاق النووي الإيراني الذي تعثر بعد انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد في عهد دونالد ترمب وإعادة فرض عقوبات أميركية على إيران.
ويهدف ذلك إلى تحديد العقوبات التي تنوي إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن رفعها لإعادة الاتفاق إلى السكة، وكيف تنوي إيران من جانبها العودة إلى التزاماتها في إطار الاتفاق، بعدما توقفت عن تنفيذها رداً على العقوبات الأميركية.
وتوصلت إيران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، والصين) في عام 2015، إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي لإيران بعد سنوات عدة من المفاوضات الشاقة. وأتاح الاتفاق رفع كثير من العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
وتعهد بايدن إعادة بلاده إلى الاتفاق، لكن المواقف كانت متباينة بين طهران وواشنطن بشأن من يجدر به القيام بالخطوة الأولى، إذ أصر الأميركيون على عودة إيران إلى التزاماتها، في حين أبرز الإيرانيون أولوية رفع العقوبات.
مجموعة عمل ثالثة
وقال السفير الروسي، إن مجموعة عمل ثالثة شكلت "للبحث في المراحل العملية المؤدية إلى العودة الكاملة إلى الاتفاق حول النووي الإيراني". وأضاف "تقرر أخذ استراحة للسماح للوفود بالتشاور مع عواصمها. اللجنة ستجتمع مجدداً في مطلع الأسبوع المقبل".
وأكد برايس، أن الموفد الأميركي روب مالي سيعود إلى واشنطن في الساعات المقبلة قبل التوجه مجدداً إلى فيينا عند معاودة المباحثات.
وفي الأيام الماضية، كثف الأطراف الذين ما زالوا ضمن الاتفاق مباحثاتهم في فيينا، في إطار ما يعرف بـ"اللجنة المشتركة" للاتفاق النووي، من أجل التوصل إلى حل يتيح عودة طهران وواشنطن إلى الالتزام ببنوده. ويتواجد وفد أميركي في العاصمة النمسوية، لكن من دون المشاركة في المباحثات مباشرة أو الجلوس إلى طاولة واحدة مع الوفد الإيراني، في حين يتولى الأوروبيون أداء دور تسهيلي بين الجانبين.
ويبقى اختيار العقوبات التي سترفعها واشنطن من أكثر النقاط الشائكة في المباحثات بسبب تعقيدات منظومة العقوبات التي وضعها الرئيس الأميركي الأسبق.
وينبغي التوصل إلى تسوية بشأن تزامن رفع العقوبات وعودة إيران إلى التزاماتها النووية.
ويبدو أن البيت الأبيض خطا خطوة باتجاه إيران بتلميحه إلى أنه قد يرفع العقوبات "في مقابل تأكيد أن إيران ستعود إلى التزاماتها وستوقف برنامجها النووي".