السبت 28 أيلول 2024

السيسي يحذر من “نتائج كارثية” بالسودان ..

النهار الاخبارية - وكالات 

دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك، مساء الأحد 23 أبريل/نيسان 2023، إلى "التعامل بإيجابية مع جهود التهدئة بالسودان لتجنيبه نتائج كارثية"، وذلك بعد تجدد الاشتباكات لليوم التاسع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في العاصمة الخرطوم رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين.

في حين سارعت عدد من الحكومات العربية والأجنبية لإجلاء موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها في السودان، خوفاً من تصاعد وتيرة الأحداث بين الطرفين والتي تسببت حتى الآن في مقتل المئات وإصابة الآلاف من المدنيين والعسكريين من الطرفين. 

قلق مصري وبريطاني مما يحدث في السودان
الرئاسة المصرية أوضحت في بيانها الرسمي أن "الاتصال تناول التباحث بشأن تطورات الأزمة السودانية، وبحث جهود إجلاء رعايا البلدين من السودان". وأعرب الجانبان عن "القلق البالغ بشأن تصاعد العنف والقتال في السودان". وأشارا إلى أن ذلك "يعرِّض المدنيين لمخاطر كبيرة ومتزايدة".

وفق البيان "استعرض الرئيس المصري الجهود التي تضطلع بها مصر من أجل تشجيع كافة الأطراف على التوصل لوقف إطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني".

في حين أكد الرئيس المصري "ضرورة التعامل بصورة إيجابية مع كافة جهود التهدئة وتفعيل الحوار والمسار السياسي، بهدف تجنيب السودان النتائج الكارثية لهذا الصراع على استقراره ومقدرات شعبه".

إجلاء مواطنين مصريين من السودان
في سياق متصل، فقد أعلنت مصر، مساء الأحد، إجلاء 436 من مواطنيها المتواجدين في السودان. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية المصرية، تزامناً مع تسارع عدد من الحكومات العربية والأجنبية لإجلاء موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها في السودان الذي تتواصل فيه الأعمال القتالية لليوم التاسع على التوالي.

حيث أفادت الخارجية المصرية في بيانها، بأنه "تم إجلاء 436 مصرياً من السودان عبر الإجلاء البري بالتنسيق مع السلطات السودانية". وأوضحت أن ذلك في "إطار تنفيذ خطة إجلاء المواطنين المصريين في السودان".

أضاف البيان: "تستمر السفارة المصرية في الخرطوم والقنصليات في الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا في التنسيق مع المواطنين المصريين في السودان لتأمين عملية إجلائهم تباعاً".

تحذيرات للمصريين في الخرطوم
كانت الخارجية المصرية ذكرت في بيان سابق الأحد، أنها "بدأت إجراءات إجلاء عدد من المواطنين المصريين من المناطق الآمنة بالسودان، بالتنسيق مع السلطات السودانية"، دون تحديد عددهم.

فيما دعت الخارجية، "مواطنيها الموجودين خارج مدينة الخرطوم للتوجه إلى أقرب نقطة من مقر قنصليتها بمدينة بورتسودان ومكتبها القنصلي بمدينة وادي حلفا"، تمهيداً لإجلائهم بواسطة السلطات المصرية.

كما دعت الوزارة "المصريين الموجودين بمدينة الخرطوم (التي تشهد معظم الاشتباكات) للبقاء في منازلهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية بالعاصمة، وبما يسمح بإجلائهم في إطار خطة الإجلاء الموضوعة لجميع المصريين في السودان".

في حين كشف السفير أحمد أبو زيد متحدث الخارجية المصرية، في بيان أن عدد أفراد جالية بلاده بالسودان تتجاوز "الـ10 اَلاف مواطن". وأكد "إصابة أحد أعضاء السفارة المصرية بطلق ناري بالفعل"، دون تفاصيل بشأن حالته أو الجهة التي استهدفته.

اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم 
في سياق متصل، فإن الاشتباكات تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. ونفذ الطرفان انقلاباً في عام 2021 لكن دبّ بينهما الخلاف بشأن خطط الانتقال إلى الحكم المدني المدعومة دولياً.

هذه هي المرة الأولى التي يخيم فيها قتال بهذا العنف على منطقة العاصمة التي تضم مدينة الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، ويربو إجمالي عدد سكانها على عشرة ملايين نسمة عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق.

صارت المدينة هدفاً لضربات جوية وقصف ومعارك بالأسلحة النارية ليلاً ونهاراً وبلا هوادة منذ أواخر شهر رمضان وخلال عطلة عيد الفطر، التي استمرت ثلاثة أيام وتنتهي اليوم الأحد، رغم تعهدات متكررة بوقف إطلاق النار.

قوات الدعم تتحصن في مبانٍ بالخرطوم 
في حين تحصنت قوات الدعم السريع في عدة أحياء حيث سيطرت على مبانٍ، بينما لجأ الجيش للضربات الجوية والمدفعية الثقيلة في محاولة لإجبار خصومه على التراجع، بحسب سكان وشهود تواصلت معهم رويترز. وقال الجيش إنه يسعى لتطهير العاصمة من "بؤر جماعات متمردة".

تسببت أحداث العنف في انقطاع المياه والكهرباء عن أجزاء كثيرة من المدينة وألحقت أضراراً بالمستشفيات وأدت لإغلاق بعضها. وصار العديد من المدنيين محاصرين في منازلهم أو تقطعت بهم السبل ويواجهون خطر تعرضهم للسرقة والنهب إذا غامروا بالخروج منها.

أزمة السودان.. ما الأطراف التي يمكنها التوسط لإنهاء الاقتتال على السلطة بين البرهان وحميدتي؟
اشتباكات عنيفة في السودان
عبر مراسل رويترز النيل الأزرق متوجهاً إلى بحري، التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال اليومين المنصرمين قبل أن يتجه غرباً ويعبر النهر إلى أم درمان للوصول إلى منزل عائلته من الخرطوم؛ حيث كان يقيم مع أقاربه. وتجول المراسل في مدينة غيّر الصراع العسكري على السلطة ملامحها.

حيث شاهد انتشاراً كثيفاً لمقاتلي قوات الدعم السريع في المناطق التي مر بها في المدن الثلاث، وكان بعضهم في نقاط تفتيش يطلبون من السائقين إبراز وثائق الهوية.

كما تسنت رؤية جنود الجيش، الذين قال سكان وشهود إنهم بدأوا أولى معاركهم البرية العنيفة يوم الجمعة، عند مدخل مدينة أم درمان حيث انتشرت دبابات وشاحنات صغيرة وجنود يحملون البنادق الآلية.

بعد مرور ما يزيد على أسبوع على اندلاع الاشتباكات، رأى المراسل الشوارع شبه خاوية. وبالإضافة إلى ذلك، صار الحصول على البنزين صعباً، وانخفض عدد السيارات على الطريق. وتتضاءل إمدادات الدقيق (الطحين) والمواد الأساسية الأخرى كما أن الخضراوات شحيحة وباهظة الثمن.

أما في السوق الرئيسية في بحري، تعرضت العديد من المباني لأضرار بالغة واشتعلت بها النيران جراء القتال والضربات الجوية.

كذلك وفي بعض المناطق البعيدة عن وسط الخرطوم، شوهدت حافلات تستعد لنقل الناس شمالاً نحو مصر، ضمن عملية نزوح جماعي تصاعدت وتيرتها خلال الأسبوع المنصرم. وحاول البعض ممن يحملون حقائب صغيرة ركوب سيارات آخرين أو ركوب حافلات صغيرة متجهة إلى خارج المدينة.

في حين أنه وبالقرب من جسر الحلفايا الذي يربط بحري بأم درمان، شوهدت قافلة دبلوماسية طويلة مع حراس مسلحين وترفع العلم البريطاني متجهة غرباً في إحدى عمليات إجلاء موظفي السفارة والمواطنين الأجانب التي بدأت السبت وزادت وتيرتها اليوم مع انحسار حدة المعارك بشكل طفيف.