السبت 28 أيلول 2024

السودانيون يبحثون عن “طوق النجاة”!

النهار الاخبارية - وكالات 

يبذل المدنيون السودانيون مساعي حثيثة في البحث عن ملاذ لهم في الخارج في ظل تواصل القتال بين الفرقاء العسكريين المتحاربين في البلاد، إذ يحاول كثيرون الوصول إلى السعودية وإثيوبيا المجاورتين. 

إذ قال موقع Middle East Eye البريطاني إن عشرات الآلاف شقوا طريقهم نحو تشاد وجنوب السودان ومصر خلال الأيام الأخيرة وقد تزايدت وتيرة النزوح وسط تصاعد الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

وفي هذا السياق، وردت أخبار عن تضاعف أسعار تذاكر الحافلات المتجهة من العاصمة السودانية إلى معبر أرقين البري على الحدود مع مصر، وقيل إن بعض التذاكر بيعت يوم الأربعاء 26 أبريل/نيسان بمبلغ يصل إلى 400 دولار.

بالقرب من مدينة وادي حلفا، الواقعة في أقصى شمال السودان وجنوب محافظة أسوان المصرية، احتشد المسافرون في طوابير طويلة عند الحدود يعانون قلة الزاد والطعام، وينتظرون أياماً حتى يستكمل مسؤولو الهجرة ختم أوراقهم. 

تحدث موقع Middle East Eye البريطاني إلى سوداني من مدينة الخرطوم عند الحدود المصرية، فقال إن منطقة الحدود تشهد "أزمة إنسانية هائلة"، فقد "توقفت نحو 400 حافلة على الحدود، تبلغ سعة الواحدة منها 50 راكباً"، غير أن السلطات المصرية صعَّبت عليهم  الدخول إلى مصر، وقد "بقي كثير من الأطفال والنساء وكبار السن عالقين هنا بلا ماء ولا طعام ولا رعاية صحية"، و"لا توجد متاجر ولا مطاعم ولا حمامات. حتى إن رجلاً مسناً قد توفي تحت وطأة المعاناة التي شهدها". 

ولما تناهت هذه الأخبار إلى السودانيين من الأصدقاء والأقارب، عدل بعضهم عن التوجه إلى مصر، وقرر السفر إلى السعودية، عبر مدينة بورتسودان الواقعة على ساحل البحر الأحمر.

السودان سودانوين السعودية إثيوبيا 
دخان يتصاعد من طائرة مشتعلة داخل مطار الخرطوم خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش في الخرطوم ، السودان ، 17 أبريل / نيسان 2023. رويترز
فيما قال سودانيان من سكان الخرطوم لموقع Middle East Eye إن الرحلة إلى الساحل استغرقت ما يقرب من 24 ساعة عن طريق البر، وقد بلغت مسافة الرحلة اللاحقة من هناك إلى مدينة جدة السعودية 292 كيلومتراً عبر البحر. 

وقد امتدح كثير من الناس جهود المملكة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت الأكاديمية نسرين الأمين يوم الأربعاء 26 أبريل/نيسان، في تغريدة نشرتها على تويتر: "لقد وصلنا إلى جدة بأمان بعد رحلة بحرية استغرقت 24 ساعة"، "لقد فرش السعوديون لنا السجادة الحمراء بكل ما تحمله الكلمة من معنى عند الوصول، واستقبلونا بالحلوى والزهور والأعلام السعودية، وأسكنوا جميع القادمين في فنادق"، و"على الرغم تضارب مشاعري حيال الأمر، فإن عليَّ أن أقر لهم بالفضل فيما فعلوه". 

ومع ذلك، فقد أوضحت الأمين أن القنصلية السعودية في بورتسودان تمنح التأشيرات على أساس كل حالة على حدة، فكثير من الناس ينتظرون بالساعات حتى إتمام معالجة الوثائق.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً، شكرت مستخدمة سودانية بريطانية أهالي جدة على بوادر "اللطف والرعاية" التي  لاقوا بها عمتها وأبناء عمومتها الواصلين من بورتسودان، وانتشرت مقاطع فيديو لبعض الواصلين وهم يحتضنون ضباط الجيش السعودي ويشكرونهم بعد النزول في جدة، وقد رفعوا الورود والأعلام السعودية.

ومع ذلك، فإن بعض التقارير التي وردت يوم الخميس 27 أبريل/نيسان، ولم يتمكن موقع Middle East Eye من التحقق منها، أفادت بأن السفن القادمة من السعودية تعطي الأولوية للمواطنين الأجانب، و"تُعيد" المواطنين السودانيين.

من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية السعودية يوم الخميس 27 أبريل/نيسان، إن 2544 شخصاً ممن جرى إجلاؤهم من السودان قد وصلوا إلى البلاد، وكان منهم 119 سعودياً، أما البقية  فمن 74 دولة أخرى.

في غضون ذلك، يسعى آلاف المدنيين السودانيين في جنوب شرق البلاد للوصول إلى إثيوبيا عبر مدينة القضارف. غير أن كثيراً من السودانيين الذين حاولوا العبور قالوا إن السلطات الإثيوبية لم تسمح إلا لمن لديهم تأشيرة سارية بدخول إثيوبيا. 

وقال مستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي: "الحدود مغلقة. ستحتاج إلى تأشيرة للدخول. يمكنك الحصول على تأشيرة دخول من القنصلية الإثيوبية في القضارف. لكن قوائم الانتظار طويلة!"، وأكثر من ألفي شخص ينتظرون الحصول على تأشيرات.

كما أشار هذا المستخدم إلى أن الرحلة كانت "صعبة"، مع "انعدام الأمن" على جانبي الحدود. وقال: "استعد لأن بعض الناس قد يحاولون استغلال الأمر وزيادة التكلفة مقابل الخدمات". 

في هذا السياق، حثَّ كثير من المراقبين المفوضيةَ السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على بذل المزيد من الجهد لمساعدة السودانيين الفارين من العنف. وفي تغريدة على موقع تويتر، سألت خلود خير، الباحثة السودانية، المفوضيةَ الأممية في مصر: "هل هناك سبب ما لعدم السعي من أجل تقديم المزيد من الدعم الإنساني للسودانيين الذين يعبرون الحدود؟"، "معالجة الوثائق تستغرق ثلاثة أيام بين السلطات السودانية والمصرية، في حين أن الناس عالقون في الخلاء بلا ماء ولا طعام ولا مأوى".