النهار الاخباريه – وكالات
قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن قرار إجراء انتخابات رئاسية "مسبقة" في 7 سبتمبر/أيلول المقبل، أي قبل ثلاثة أشهر من الموعد المقرر لها، كان "لأسباب تقنية محضة"، رافضاً الكشف عن عزمه الترشح من عدمه لعهدة ثانية في الانتخابات الرئاسية في الجزائر.
إذ تحدث تبون في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، مساء السبت، عن مجموعة من المواضيع التي تهم الشأن المحلي الجزائري، خاصةً الانتخابات الرئاسية في الجزائر، إضافةً إلى قضايا إقليمية مثل الحرب على قطاع غزة، وجديد العلاقات بين الجزائر وفرنسا، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
فقد صرّح تبون: "المنطق الأساسي لهذا التغيير هو أن شهر ديسمبر (كانون الأول) ليس التاريخ الحقيقي للانتخابات. نعرف أنه (…) بعد استقالة الرئيس المرحوم (عبد العزيز بوتفليقة) تولى الرئاسة رئيس مجلس الأمة، وتم تجديد موعد الانتخابات، لكن للأسف لم تحدث وتم تمديد" المرحلة الانتقالية.
كما تابع الرئيس الجزائري: "الأسباب تقنية محضة، ولا تؤثر على سير الانتخابات الرئاسية في الجزائر". وأوضح: "في سبتمبر (أيلول) يكون المواطن أكثر استعداداً للإدلاء بصوته بعد العطلة الصيفية، ويكون كل الناس قد رجعوا إلى الوطن".
بينما استبعد تبون وجود "أي صراع في أعلى هرم السلطة حول بقائه أو رحيله"، رافضاً التصريح حول إمكانية ترشحه لولاية ثانية، قائلاً: "الوقت لم يحن بعد". وتنتهي ولاية عبد المجيد تبون (78 عاماً) التي تستمر خمس سنوات، في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
كانت الرئاسة الجزائرية أعلنت في 21 مارس/آذار، في بيان صدر عقب اجتماع خاص ترأسه تبون وحضره رئيس الوزراء ورئيسا غرفتي البرلمان ورئيس أركان الجيش ورئيس المحكمة الدستورية، عن "إجراء انتخابات رئاسية مسبقة يوم 7 سبتمبر (أيلول) 2024".
فيما ترجع آخر انتخابات رئاسية في الجزائر إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، وفاز فيها تبون بحصوله على 58.15% من الأصوات، ليخلف حينها بوتفليقة، الذي دُفع إلى الاستقالة بضغط من الجيش والحراك الاحتجاجي الشعبي. وتوفي بوتفليقة في سبتمبر/أيلول 2021.
على الصعيد الاقتصادي، أكد الرئيس الجزائري أن بلاده تعوّل كثيراً على الزراعة "لتحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم استيراد المنتجات الغذائية إلا قدر الحاجة". مؤكداً أن الناتج الإجمالي الداخلي الخام للجزائر سيصل إلى 400 مليار دولار في الفصل الأول من سنة 2026″، مقابل نحو 200 مليار دولار في 2023.
من جهة أخرى، أكد تبون، أن الجزائر لن تترك ميدان معركتها ونضالها حتى تحقيق هدف دخول فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة. وأضاف أن الأوان قد حان لأن تصبح فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة.
بخصوص قرار مجلس الأمن الأخير الخاص بالعدوان الإسرائيلي ضد فلسطين، كشف الرئيس تبون أن ما قامت به الجزائر في مجلس الأمن هو أضعف الإيمان، "حيث كان يجب أن يكون هناك قرار يأمر الكيان الصهيوني لكي يوقف جرائم الإبادة التي يقوم بها ضد الفلسطينيين بصفة عامة، سواء في غزة أو الضفة".
فيما يتعلق بالعلاقات مع باريس، قال الرئيس الجزائري إن زيارته المرتقبة إلى فرنسا لا تزال قائمة، ووصف لقاءه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه "موعد مع التاريخ".
في لقاء مع وسائل إعلام جزائرية، السبت، قال تبون: "سننظر إلى الأمور كما يجب أن نراها وليس عاطفياً، نحن اليوم في مرحلة إعادة تأسيس للعلاقات" بين البلدين.
كما أضاف: "لن نتخلى عنها (الذاكرة)، كما لن نترك أي ميلليمتر من الواجب إزاء شهدائنا الأبرار، سواء تعلّق الأمر بشهداء المقاومة الوطنية أو شهداء الثورة التحريرية المجيدة".