الخميس 3 تشرين الأول 2024

الدبيبة يعترف بتعاون طرابلس مع واشنطن في قضية لوكربي.

النهار الاخباريه وكالات
أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2022، بشكل رسمي، ولأول مرة، أنه تم تسليم المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة؛ لمحاكمته على خلفية تورطه في قضية لوكيربي.
جاء ذلك في كلمة مصورة للدبيبة بثتها منصات حكومته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعد أول تعليق رسمي حول هذا الملف الذي تواصل بشأنه لغط كبير في الأيام الأخيرة بليبيا.
ومنتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تحدثت وسائل إعلام ليبية عن اختطاف مسعود من منزله في العاصمة طرابلس (غرب)، فيما ترددت أحاديث عن أن تسليمه لواشنطن تم عبر حكومة الدبيبة وبعلم النائب العام.
يشار إلى أن مسعود ضابط سابق في جهاز الأمن الخارجي الليبي، زعمت تقارير أمريكية في 2021 أنه مسؤول عن صناعة قنبلة استخدمت في تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق بلدة لوكيربي الأسكتلندية قبل 34 عاماً. 
الدبيبة يعترف لأول مرة 
وقال الدبيبة: "أبوعجيلة أحد عناصر التنظيم الذي خطط لتفجير طائرة لوكيربي وقام بصناعة القنبلة والمتفجرات ووضعها داخل الأمتعة الخاصة بالمسافرين، في عملية إرهابية أودت بحياة 270 روحاً بريئة".
أضاف: "ملف لوكيربي من حيث مسؤولية الدولة الليبية قد أقفل، بسبب المليارات التي دفعت من أموال ليبيا (..) والمتهم أبوعجيلة الذي يحمل الجنسيتين الليبية والتونسية، ورد اسمه في التحقيقات منذ عامين فقط، وتطور مسار التحقيق حتى قبل مجيء حكومتنا وصدرت بحقه مذكرة قبض من الإنتربول".
كما تابع: "صار لزاماً علينا التعاون في هذا الملف لمصلحة ليبيا واستقرارها ومحو وسم الإرهاب من على جبين أبناء الشعب الليبي البريء".
أردف بالقول: "أوفدت فريقاً حكومياً للاطّلاع على حالة المتورط في الولايات المتحدة، وباشرنا إجراءات تسفير عائلته لزيارته، ووجهت بتكليف مكتب محاماة بصرف النظر عن تورطه وإرهابه".
وأضاف: "لن أرضى أن تتحمل ليبيا وشعبها تبعات عمليات إرهابية ارتكبت منذ أكثر من 30 عاماً، ولن أرضى أن يصنف الليبيون بالإرهابيين بسبب وجود متهمين بالإرهاب على أرضها".
وختم رئيس الحكومة الليبية بالقول: "مصلحة الشعب الليبي تقتضي التعاون مع الدول الكبرى، ولعل أولى الأولويات التعاون في قضايا مكافحة وملاحقة الإرهاب".
يأتي ذلك بعد أن عُقدت في المحكمة الفيدرالية بواشنطن، الثلاثاء، أول جلسة استماع بهدف محاكمة مسعود في مقتل 270 شخصاً بينهم 190 أمريكياً، إثر تفجير قنبلة على متن الطائرة التابعة لخطوط طيران "بان أمريكان" عام 1988.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين أصدر مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة ومستشار الأمن القومي الليبي ووزارة العدل وأحزاب بيانات رفضوا فيها "إعادة فتح قضية لوكيربي التي أقفلت بموجب اتفاقية سابقة بين ليبيا وأمريكا تقضي بتسوية القضية".
وقضت محكمة أسكتلندية خاصة عُقدت بهولندا، في 31 يناير/كانون الثاني 2001، بسجن الليبي عبد الباسط المقراحي (توفي في 20 مايو/أيار 2012)؛ لإدانته بإسقاط طائرة لوكيربي.
وفي 2008، توصل نظام معمر القذافي إلى تسوية مع الولايات المتحدة دفع بموجبها أكثر من ملياري دولار لأهالي الضحايا لإغلاق القضية.