السبت 28 أيلول 2024

الخرطوم تشهد نيراناً كثيفة رغم “هدنة العيد”..

النهار الاخبارية - وكالات 
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، مساء الجمعة، 21 أبريل/نيسان 2023، دوي نيران كثيفة، على الرغم من إعلان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تمسكهم بالهدنة خلال أيام العيد الثلاثة، وذلك بعد قتال استمر نحو أسبوع، وخلف مئات الإصابات وآلاف الجرحى. 

وكالة رويترز نقلت عن شهود عيان سماع دوي نيران كثيفة في الخرطوم، كما قال شاهد آخر أن هناك أصوات ضربات جوية تدوي من حين لآخر.

وقال الجيش السوداني إنه وافق على هدنة حتى يستطيع شعب السودان الاحتفال بعيد الفطر، وذلك بعد أن وافقت قوات الدعم السريع على هدنة لمدة 72 ساعة في وقت سابق.

وجاء في بيان الجيش "تأمل القوات المسلحة أن يلتزم المتمردون بكل متطلبات الهدنة ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها عرقلتها".

من جانبه، حث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، المقاتلين على الالتزام بالهدنة، قائلاً إن القيادة العسكرية والمدنية في السودان يتعين أن تبدأ على وجه السرعة في مفاوضات بشأن وقف إطلاق نار قادر على الصمود لمنع مزيد من الأضرار. 

بحسب رويترز فقد جاء ذلك خلال مكالمتين منفصلتين أجراهما وزير الخارجية الأمريكي مع البرهان وحميدتي. 

انتشار في الخرطوم 
وجاء إعلان الجيش مساء في أعقاب يوم آخر من القتال في الخرطوم وأول انتشار للجيش على الأقدام في المدينة منذ بدء القتال يوم السبت.

وتبادل جنود الجيش ومسلحون من قوات الدعم السريع إطلاق النار في أحياء من العاصمة حتى أثناء صلاة العيد. واستمر دوي إطلاق النيران طوال اليوم، ولم يقطعه إلا ضجيج صوت المدفعية والضربات الجوية.

وأظهرت لقطات التقطتها طائرات مسيّرة بضعة أعمدة دخان في أنحاء الخرطوم والمدن القريبة الأخرى التي تمثل معاً أكبر المناطق الحضرية في إفريقيا.

وأودت المواجهات بحياة المئات في العاصمة وفي غرب السودان أساساً وتدفع ثالث أكبر دولة في قارة إفريقيا إلى كارثة إنسانية في بلد يعتمد ربع سكانه بالفعل على المساعدات الغذائية.

تعطل الإجلاء
ولم تتمكن دول أجنبية من بينها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وإسبانيا من إجلاء موظفي سفاراتها؛ لأن المطار أصبح من بين ساحات القتال ولانعدام الأمن الجوي.

في واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مواطناً أمريكياً قُتل في السودان، من دون الاستطراد في تفاصيل.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، إن المواطنين الأمريكيين في السودان يجب ألا يتوقعوا إجلاء منسقاً من جانب الحكومة الأمريكية. وأضاف أنه يجب على المواطنين هناك اتخاذ ترتيباتهم الخاصة للبقاء في أمان.

وقال البيت الأبيض إنه لم يتخذ قراراً بعد بإجلاء موظفي السفارة الأمريكية، لكن الولايات المتحدة تستعد لهذا القرار إذا لزم الأمر.

وقالت رويترز، الخميس، إن الولايات المتحدة ترسل أعداداً كبيرة من القوات الإضافية إلى قاعدتها في جيبوتي في حال صدور الأمر بالإجلاء من السودان في نهاية المطاف.

وقُتل ما لا يقل عن خمسة من موظفي مساعدات إنسانية، من بينهم 3 من موظفي برنامج الأغذية العالمي الذي أوقف منذئذ عملياته في السودان، وهي واحدة من أكبر عمليات المساعدات الغذائية العالمية.

وقُتل موظف من المنظمة الدولية للهجرة في مدينة الأُبيض، الجمعة، بعد أن وقعت سيارته وسط تبادل لإطلاق نيران أثناء محاولته لنقل أسرته إلى مكان آمن.

ومضى الجيش قدماً ليقاتل قوات الدعم السريع على الأرض بعدما اقتصر قتاله من قبل على الهجمات الجوية وقصف المدفعية إلى حد كبير في أنحاء العاصمة منذ اندلاع الصراع على السلطة في مطلع الأسبوع.

وقال الجيش في بيان إنه بدأ "مرحلة التنظيف التدريجي لبؤر وجود الجماعات المتمردة حول العاصمة".

نفاد الطعام والمياه
ويفاقم القتال صعوبة مغادرة السكان لمنازلهم والانضمام لحشود المغادرين من الخرطوم.

كان محمد صابر ترابي (27 عاماً)، وهو من سكان الخرطوم، يرغب في زيارة والديه على بعد 80 كيلومتراً من المدينة بمناسبة العيد.

وقال إنه في كل مرة يحاول فيها مغادرة المنزل تحدث اشتباكات. وأضاف أنه حدث قصف الليلة الماضية والآن أصبح هناك وجود لقوات الجيش على الأرض.

وأظهر مقطع مصور نشره الجيش الجمعة استقبالاً ترحيبياً لجنود من الجيش يحملون بنادق نصف آلية. وتحققت رويترز من موقع المقطع بأنه التقط في شمال المدينة، لكنها لم تستطع التحقق من وقت تصويره.

وقال شهود لرويترز إن القتال امتد إلى شارع مدني وهو الطريق السريع الرئيسي الممتد من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة، والذي يستخدمه الفارون في الوقت الذي تنسحب فيه قوات الدعم السريع فيما يبدو نحو القرى الواقعة على أطراف الخرطوم.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 413 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، وأُصيب آلاف كما تعرضت المستشفيات لهجمات وفر نحو 20 ألفاً إلى تشاد.

كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "عدداً متزايداً من الناس ينفد منهم الغذاء والمياه والكهرباء، من بينهم أشخاص في الخرطوم".

يتاخم السودان 7 دول، ويقع بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة في إفريقيا. ويهدد القتال الدائر بتأجيج التوترات الإقليمية.

واندلعت أعمال العنف بسبب خلاف على خطة مدعومة دوليا لتشكيل حكومة مدنية جديدة بعد 4 سنوات من سقوط عمر البشير في احتجاجات حاشدة، وبعد عامين من انقلاب عسكري.