الجمعة 20 أيلول 2024

“الانقلاب” في النيجر يغلق المجال الجوي تحسباً لأي تدخل عسكري..

النهار الاخبارية - وكالات 

أعلن الناطق باسم "المجلس الوطني لحماية الوطن" في النيجر، وهو المجلس العسكري الحاكم في البلاد، أمادو عبد الرحمن، إغلاق المجال الجوي للبلاد؛ تحسباً لتدخل عسكري، واتهم "قوة أجنبية (لم يسمّها) وبالتعاون مع المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس) بالاستعداد لتنفيذ عدوان" على النيجر. وأضاف أن قرار إغلاق المجال الجوي يسري حتى إصدار أمر آخر.

يأتي الإعلان عن إغلاق المجال الجوي للنيجر في وقت نقلت فيه صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول رفيع من إحدى دول مجموعة إيكواس أن جيوش المنطقة بحاجة لمزيد من الوقت للاستعداد قبل دخول النيجر.

تظاهر الآلاف دعماً للانقلاب في النيجر
في سياق متصل، احتشد عشرات الآلاف في النيجر، داخل أكبر ملاعب كرة القدم في البلاد، تأكيداً لدعمهم للانقلاب العسكري الذي شهده البلد الإفريقي يوم 26 يوليو/تموز 2023.

وجاء احتشاد عشرات الآلاف في الملعب الواقع بالعاصمة نيامي، تلبية لدعوة وجهها "المجلس الوطني لحماية الوطن"، قبل ساعات من انتهاء المهلة التي منحتها المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إيكواس" للانقلابيين.

وامتلأ ملعب "سيني كونتشي" الذي يتسع لـ30 ألف شخص، بمؤيدي الانقلاب العسكري، حيث راحوا يصفقون لأعضاء "المجلس الوطني لحماية الوطن" الذين قدموا استعراضاً داخل الملعب.

يذكر أنه وفي 26 يوليو/تموز المنصرم، قاد رئيس وحدة الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني انقلاباً عسكرياً أطاح بالرئيس بازوم المحتجز بالقصر الرئاسي منذ ذلك الحين، ما قوبل باستنكار دولي ودعوات لإعادة أول رئيس منتخب ديمقراطياً للبلاد إلى منصبه.

إيكواس تمنح الانقلابيين مهلة للتراجع 
كانت "ي" قد منحت الانقلابيين يوم 30 يوليو/تموز الماضي، مهلة 7 أيام من أجل الإفراج عن الرئيس بازوم وإعادته للحكم، ومن المنتظر انتهاء المدة بعد منتصف الأحد 7 أغسطس/آب.


وأكدت المجموعة الاقتصادية الإفريقية أنها ستطرح كافة الخيارات بما فيها التدخل العسكري، على الطاولة في حال لم يستجِب الانقلابيون لمطالبها.

في سياق موازٍ، قالت وكالة "أسوشيتد برس"، إن قادة الانقلاب في النيجر طلبوا دعم مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، لمواجهة أي ضربة خارجية قد تنفَّذ ضدهم. جاء ذلك خلال لقاء بين الجنرال النيجري ساليفو مودي وممثل عن "فاغنر" في الجارة مالي، وفق ما نقلت الوكالة عن 3 مصادر من مالي ودبلوماسي فرنسي.

في حين سبق أن أعلن وزراء دفاع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، وضع خطة لتدخل عسكري "محتمل" في النيجر "ما لم يتراجع قادة الانقلاب عما فعلوه"، وذلك في ختام اجتماع استمر 3 أيام بالعاصمة النيجيرية أبوجا، بحثوا خلاله سيناريوهات مواجهة الانقلاب.

وبحسب تصريح المسؤول الغربي لـ"أسوشيتد برس"، "طلب قادة الانقلاب في النيجر المساعدة من مجموعة فاغنر الروسية الموجودة في مالي، للتعامل مع التدخل العسكري المحتمل لإيكواس التي تنتهي مهلتها للانقلابيين بتسليم السلطة غداً الأحد". وأضاف: "يحتاجون (الانقلابيون) إلى فاغنر لأنها ستصبح ضمانهم للبقاء في السلطة"، وكشف أن المجموعة الروسية بدورها "تدرس الطلب".

فيما نقلت الوكالة عن مسؤول عسكري مالي اشترط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخوّل بالتصريح للإعلام، قوله: "إنهم سمعوا تقارير تفيد بأن المجلس العسكري طلب المساعدة من فاغنر في مالي".

من جانبه، قال الأستاذ بجامعة نيامي عماد حسن بوبكر، للوكالة: "هذا عار، إنهم يعارضون التدخل الأجنبي لاستعادة النظام الدستوري والشرعية، لكنهم مستعدون للاتفاق مع فاغنر وروسيا لتقويض النظام الدستوري، إنهم مستعدون لأن تشتعل النيران في البلاد حتى يتمكنوا من الحفاظ على موقفهم بشكل غير قانوني".

كما نقلت الوكالة تساؤلات مفادها "كيف سيتعامل المجتمع الدولي مع النيجر في حال تعاونه مع فاغنر؟"، خاصة أن الولايات المتحدة تصنف المجموعة "منظمة إرهابية".

النيجر انقلاب فرنسا
متظاهرون مؤيدون للمجلس العسكري بالنيجر خارج السفارة الفرنسية، وحاولوا إشعال النار فيها قبل تفريقهم من قبل قوات الأمن/رويترز
تحذيرات من الاستعانة بفاغنر في النيجر
كانت تقارير فرنسية قد حذرت من لجوء قادة الانقلاب إلى الاستعانة بقوات فاغنر للبقاء في السلطة، خاصة بعد ظهور مواطنين يرفعون علم روسيا خلال تظاهرات داعمة لهم بالعاصمة نيامي، وهو ما نفاه النيجريون.

إلا أن الولايات المتحدة استبعدت ذلك قائلة إنه "لا يمكن الجزم بأنه حدث أو لا مؤشرات إلى أن فاغنر موجودة فعلاً في النيجر".

في الأثناء، شدد المجلس العسكري، السبت، على رفضه التراجع عن الانقلاب، بعد أن صعّد خطابه، الجمعة، وهدّد بمهاجمة "إيكواس" في حال قيامها بتدخل عسكري في النيجر، قائلاً: "سننفذ هجوماً مفاجئاً في إحدى دول المنظمة، باستثناء أصدقائنا غينيا ومالي وبوركينا فاسو".

يذكر أنه وحتى يوم السبت، فشلت كافة المحاولات الإفريقية والدولية للتفاوض مع قادة الانقلاب للإفراج عن الرئيس بازوم وإعادته إلى السلطة، وسط تأكيدات من جهات دولية بارزة بأن التدخل العسكري الغربي لن يساهم في حل الصراع بالنيجر.