الجمعة 27 أيلول 2024

أمير قطر يوجه رسالة للأمم المتحدة في الذكرى الـ75 للنكبة..

النهار الاخبارية - وكالات 
وجَّه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، الاثنين 15 مايو/أيار 2023، رسالة إلى اجتماع رفيع المستوى للجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية، والذي عقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وطالب فيها بضرورة التوصل إلى تسوية سلمية لقضية فلسطين من جميع جوانبها، على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

الرسالة التي وجهها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، ونشرها الديوان الأميري على موقعه الإلكتروني، قال فيها إنه يشيد بجهود اللجنة وشعبة حقوق الشعب الفلسطيني في الأمانة العامة للأمم المتحدة لتنظيم هذه المناسبة الهامة، وما تقومان به لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.


قطر تدعم حق الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة 
شدد في رسالته على أن دولة قطر من الدول المقدِّمة لمشروع قرار الجمعية العامة الأخير حول شعبة حقوق الشعب الفلسطيني والذي طالب بتكريس الأنشطة في هذا العام للاحتفال بذكرى النكبة. 

أضاف كذلك في رسالته، أن دولة قطر تدرك ما لهذه المناسبة من مكانة مركزية في القضية الفلسطينية، ليس فقط بالنسبة للـ14 مليون فلسطينيٍّ الذين عايش آباؤهم وأجدادهم ذلك الحدث المأساوي، بل وبالنسبة لكل العرب والمسلمين والأحرار حول العالم.

أضاف كذلك: "وما زالت الآثار الكارثية للنكبة إلى يومنا هذا يعاني منها الملايين من الفلسطينيين ومن ضمنهم اللاجئون الذين لا يزالون يتمسكون بحقهم في العودة إلى بلدهم الذي هُجّروا منه بغير وجه حق".

الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قال كذلك في رسالته: "لقد مرت 75 سنة على النكبة و56 سنة على الاحتلال الإسرائيلي الذي تم عام 1967 للضفة الغربية وقطاع غزة. وعلى الرغم من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة منذ ذلك الحين وإجماع المجتمع الدولي على عدم شرعية الاحتلال، لا يزال هذا الاحتلال مستمراً وتصاحبه ممارسات غير شرعية، بما فيها الاستيطان في الأراضي المحتلة ومحاولات ضم الأراضي الفلسطينية، وهدم الممتلكات الفلسطينية، وتشريد وقمع الشعب الفلسطيني وحرمانه من مختلف الحقوق ومن مصادره الطبيعية".


أضاف كذلك أنه "في الأشهر الأخيرة ازداد العنف ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، كما تصاعدت الاعتداءات على مقدساته وتقييد حق المسلمين والمسيحيين في الوصول الآمن والحرّ وغير المقيد إلى أماكن عبادتهم في المسجد الأقصى المبارك وكنائس القدس المحتلة لأداء شعائرهم الدينية، ولا شك أن هذه الممارسات غير المشروعة تشكل تنكراً من جانب سلطات الاحتلال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي الذي يفرض مسؤولية ضمان حقوق العبادة وحماية المصلّين والمقدسات الدينية، وكذلك يشكل انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

كذلك فقد كشف في رسالته إدانة دولة قطر بشدةٍ الإجراءات الأخيرة ضد المسجد الأقصى المبارك والتي تأتي امتداداً لسياسة تهويد القدس واستفزازاً لمشاعر ملياري مسلم في العالم، وتهدد بانفجار الوضع، مشيراً إلى أن تلك الإجراءات تهدد بتلاشي الآمال بالتوصل إلى حل الدولتين.

وأضاف: "في هذا الصدد نعبّر مجدداً عن الإدانة والاستنكار الشديدين لأية محاولات لتهويد مدينة القدس المحتلة وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، ونشدد على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف، بكامل مساحته، واحترام مكانته كمكان عبادة خالص للمسلمين، وعدم القيام بأي محاولة لتقسيمه زمانياً أو مكانياً".

الذهاب إلى محكمة العدل الدولية
في حين قال كذلك إنه "بالنظر إلى استمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي وما يرتبط بهما من انتهاكات للقانون الدولي والشرعية الدولية، فقد دعمت دولة قطر طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية تقديم رأي استشاري حول الآثار القانونية للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي والتدابير الرامية إلى تغيير التكوين الديموغرافي للقدس. ودولة قطر ملتزمة بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق المتمسك بحقوقه والصامد منذ النكبة، محتفظاً بمفاتيح بيوت أجداده التي سلبت منهم وواثقاً بالعودة إلى بلده وأرضه".

ليختم رسالته بالقول: "بعد سبعة عقود ونصف على النكبة، فإننا اليوم نجدد ثقتنا بعدالة القضية الفلسطينية، ونحيي الشعب الفلسطيني الشقيق على صموده الباسل للحصول على كافة حقوقه، ونؤكد موقف دولة قطر الثابت بضرورة التوصل إلى تسوية سلمية لقضية فلسطين من جميع جوانبها على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق الحل القائم على وجود دولتين والمتضمن قيام دولة فلسطين المتمتعة بالاستقلال والسيادة ومقومات البقاء على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومنح الشعب الفلسطيني جميع حقوقه غير القابلة للتصرف وذلك وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية".

الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة
في سياق متصل أحيا الفلسطينيون اليوم الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة التي شهدت رحيل أو إجبار مئات الآلاف منهم على الرحيل عن مدنهم وقراهم في حرب عام 1948 مع إعلان قيام دولة إسرائيل، وتشاركهم الأمم المتحدة هذا العام للمرة الأولى.

حيث شارك المئات في مسيرة جماهيرية في رام الله وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، وأطلقت صفارات الإنذار لمدة 75 ثانية على عدد سنوات النكبة. وجابت شوارع رام الله حافلة قديمة تعود لأيام النكبة وعلى متنها عدد من الفلسطينيين بالزي الفلسطيني التقليدي.

عباس يلقي كلمة في ذكرى النكبة 
في حين ألقى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كلمة مطولة في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك استعرض فيها ما حدث للفلسطينيين عام 1948.

قال عباس في كلمته: "إن النكبة، أيتها السيدات والسادة، لم تبدأ في العام 1948، كما أنها لم تنته بعد هذا العام، فإسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال، لا تزال تواصل احتلالها وعدوانها على الشعب الفلسطيني، ولا تزال تتنكر لهذه النكبة". وأضاف: "ولذلك فإننا نطالبكم اليوم رسمياً، ووفقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بإلزام إسرائيل باحترام قراراتكم هذه، أو تعليق عضويتها في الأمم المتحدة، لا سيما أنها لم تفِ بالتزامات قبول عضويتها في منظمتكم الموقرة".

وحمَّل عباس الولايات المتحدة وبريطانيا المسؤولية عن نكبة الشعب الفلسطيني.

قال: "إن بريطانيا والولايات المتحدة على وجه التحديد تتحملان مسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة عن نكبة الشعب الفلسطيني، فهما اللتان شاركتا في جعل شعبنا ضحية عندما قررتا إقامة وزرع كيان آخر في وطننا التاريخي، وذلك لأهداف استعمارية خاصة بهما". وتعهد عباس خلال كلمته بإقامة نصب تذكاري لتخليد النكبة.

أضاف: "أود أن أبلغكم أن نصباً تذكارياً وطنياً يخلد ذكرى النكبة، ويعبر عنها، يجري بناؤه في فلسطين ليصبح شاهداً على هذه المأساة الإنسانية، جنباً إلى جنب مع مؤسسة للذاكرة الوطنية الفلسطينية". واستعرض الرئيس في كلمته العديد من المحطات التي شهدتها القضية الفلسطينية على مدار سنوات النكبة الماضية. وقال: "إن ذكرى النكبة ستظل حاضرة في وعينا ونبراساً وحافزاً لشعبنا حتى إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال".

عباس يهاجم نتنياهو
في حين تطرق عباس في كلمته، إلى الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو. وقال: "تجري اليوم في إسرائيل أحداث، وترتفع أصوات خطيرة متطرفة، تنكر وجود الشعب الفلسطيني، وتنادي بارتكاب نكبة أخرى بحق الفلسطينيين، تحت سمع وبصر الحكومة الإسرائيلية، دون أن تستنكر ذلك أو تحرك ساكناً".

أضاف: "هناك من ينادي صراحة بقتل الفلسطينيين، وطردهم من ديارهم، وهدم بيوتهم وترحيلهم منها، وهو للأسف ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية نفسها، التي يقودها نتنياهو، وسموتريتش وبن غفير وغيرهم من غلاة التطرف والاستيطان".

تابع قائلاً: "إن ما جرى في قرية حوارة من قتل وحرق للبيوت والممتلكات من قبل عصابات المستوطنين الإرهابيين، بحماية الجيش الإسرائيلي، جيش دولة الاحتلال، يثير الرعب ويعيد إلى الأذهان صورة حية لما جرى في النكبة عام 1948".

أضاف:  "إن ذلك أمر في غاية الخطورة لا يمكن ولا يجوز السكوت عنه، كما يتوجب على المجتمع الدولي أن يتدخل ويردع العدوان، ويوفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".

وزير خارجية إسرائيل يهاجم الفلسطينيين
في المقابل قال إيلي كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي، في بيان له، إنه يجب على إسرائيل أن تحارب بكل قوتها استمرار الفلسطينيين في نشر الأكاذيب حول النكبة.

قال كوهين: "سوف نحارب أكاذيب (النكبة) بكل قوتنا، ولن نسمح للفلسطينيين بمواصلة نشر الأكاذيب وتحريف التاريخ". وأضاف أن عشرات الدول ألغت مشاركتها في الفعالية التي أقيمت في الأمم المتحدة بمناسبة ذكرى النكبة، وذلك بعد أن أصدر توجيهات للوفود الإسرائيلية في الأمم المتحدة ودول العالم وبعد جهد دبلوماسي.

أضاف: "اتخذت وزارة الخارجية وعدة وفود حول العالم موقفاً صارماً وسارعت من أجل منع مشاركة العديد من الدول في مثل هذا الحدث المشين الذي يجب ألا يحدث مطلقاً". وتابع قائلاً: "نشكر العديد من أصدقائنا حول العالم على الاستجابة لدعواتنا لتجاهل هذا الاجتماع والوقوف بجانب الحقيقة".

يذكر أن الفلسطينيين يرون أن إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك للمرة الأولى اعتراف دولي بالنكبة.